لا يجوز إيداع المال في البنوك الربوية إلا عند الاحتياج لذلك مع عدم وجود
البنوك الإسلامية ، ويقتصر حينئذ على الإيداع في الحساب الجاري بدون فوائد ،
من باب ارتكاب أهون الشرين ، وإلا فإن فتح الحساب الجاري في البنك الربوي
محرم أيضا ، لكنه دون تحريم حساب التوفير ، ووجه التحريم أن البنك يستفيد
من هذا المال ، ويستعين به على أعماله المحرمة من ربا وغيره .
لكن إذا خاف الإنسان على ماله ، جاز له هذا الإيداع .
جاء
في "فتاوى اللجنة الدائمة" (13/346) : " لا يجوز إيداع النقود ونحوها في
البنوك الربوية ونحوها من المصارف والمؤسسات الربوية ، سواء كان إيداعها
بفوائد أو بدون فوائد ؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، وقد
قال تعالى : ( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ، إلا إذا خيف عليها من
الضياع ، بسرقة أو غصب أو نحوهما ، ولم يجد طريقا لحفظها إلا إيداعها في
بنوك ربوية مثلا ، فيرخص له في إيداعها في البنوك ونحوها من المصارف
الربوية بدون فوائد محافظة عليها ؛ لما في ذلك من ارتكاب أخف المحظورين "
انتهى .
ثانيا :
إذا كان إبقاء المال في حساب واحد يمثل خطرا عليه ،
فلا مانع من فتح حساب آخر – بغير فوائد - ، بعد التحقق مما يدعيه البنك
بهذا الخصوص . وإن كان الخطر لا يزول إلا بفتح حساب توفير ، جاز ذلك ، مع
عدم الانتفاع بالفائدة ، بل تصرف في مصالح المسلمين ، كالمدارس والمستشفيات
والفقراء والمساكين ونحو ذلك .
لكن ينبغي أن لا تقدم على هذا التصرف
حتى تتأكد من وجود الخطر المدعَى ، كما سبق ، ويزداد الأمر هنا تأكيدا ؛
لعظم حرمة الإقراض بالربا ، فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا
وموكله ، ومعلوم أن حساب التوفير يعتبر قرضا منك للبنك ، بفائدة ، وهذا هو
القرض الربوي .
والله أعلم .